الذكرى العشرينية لانطلاقة نظام "آفاق المعرفة"
في عام 2000 ميلادي انطلق نظام آفاق المعرفة وهو أول نظام عماني عربي لإدارة المكتبات ومراكز المعلومات، وكانت محطته الأولى هي مكتبة الندوة العامة بولاية بهلاء بسلطنة عمان.
نظام مكتبة المستقبل – المسمى السابق لنظام آفاق المعرفة- صمم بلغة الفيجوال بيسك، وتم بناءه ليتناسب مع المكتبات الصغيرة والمتوسطة، وقد قدمت مكتبة الندوة العامة تسيهلات إدارية وفنية لتجربة هذا النظام في عمليات الفهرسة والتصنيف وإدخال بيانات الكتب.
وبعد مرحلة التجريب الذي خاضها النظام والتي استمرت عامين، بدأ النظام في التوسع والانتشار، فتواصلت العديد المكتبات العمانية، وتم تطبيق النظام في أكثر من 20 مكتبة.
ومع مرور السنة الثالثة من استخدام النظام، نجح النظام في استيعات أكثر من 3000 بطاقة مستعير، وأكثر من 7000 مادة علمية. كما ساير هذه المرحلة انتشار واسع للنظام فاستخدم من قبل مكتبات عامة أهلية أخرى. وقد وفر النظام لإدارة المكتبات تسهيلات إدارية ومعرفية كاستخراج الإحصائيات عن حركة المكتبة، واستفادت منه في معرفة نقاط القوة والضعف في مجموعاتها المكتبية.
وفي عام 2004، بدأ التخطيط لتطوير النظام والانتقال به إلى نظام قابل للبحث عن طريق الانترنت، ولذا عكف كاتب هذا المقال مع الفريق البرمجي على إعادة هيكلة النظام، فتم العمل على تطوير نظام (آفاق المعرفة).
ونظام آفاق المعرفة هو نظام يعمل من خلال الويب، والشبكة العنكبوتية وهو تحول كبير في حوسبة العمليات الفنية بالمكتبة وإدارة موادها العلمية عن بعد، وإتاحة البحث في مصادر المكتبة من خلال الإنترنت. وقد تطور النظام من الإصدارة الأولى في 2004 إلى تدشين الإصدارة الرابعة في 2019.
قابلية النظام للتطور لمواكبة المتغيرات والطفرات التكنولوجية من أهم العوامل التي ساهمت في صمود النظام لعشرين سنة وقدرته على منافسة معظم الأنظمة العالمية. فمن ناحية التوسع والانتشار فقد اتسع نطاق استخدامه من 20 مكتبة في عام 2004 إلى 1500 مكتبة في أكثر من عشر دول عربية وأجنبية.
ومن الناحية الفنية والوظائفية فقد طرأ على نظام (آفاق المعرفة) العديد من التحديثات خلال الفترة من 2004 – 2013 ليشمل كافة الأعمال الإدارية بالمكبتات كحوسبة أنشطة المكتبة والخطة السنوية والعهدة ومحاضر الاجتماعات والصادر والوارد، إلى جانب قدرته على توفير خدمة الدعم التعليمي، ونظام حجز الحصص الدراسية واستخدام قاعات المكتبة لأغراض تعليمية وبحثية، إضافة إلى تسجيل زيارات الزوار وسجلات الموظفين بالمكتبة والتقارير الإدارية والمالية وغيره.
وفي عام 2014 تم إعادة تصميم نظام آفاق المعرفة ليتوافق
مع المعايير والبروتكولات الدولية لقواعد الفهرسة كمعيار مارك 21، واستطاع تحويل
كافة التسجيلات للمكتبات المستخدمة للإصدارة السابقة من نظام آفاق المعرفة إلى
تسجيلات مقروءة آليا وفق نظام مارك 21، وضبط التسجيلات لتتوافق مع قواعد الفهرسة
الآنجلو أمريكية. كما وفر النظام ميزة استيراد التسجيلات من الفهرس العربي الموحد،
ومن تصدير التسجيلات بصيغة مارك 21 إلى أي نظام آخر.
وفي عام 2019 كان لنظام آفاق المعرفة
الدور الكبير لنقل المكتبات العربية إلى العالمية من خلال تطبيقه لبروتكول Z39.50 الذي يتيح للمكتبات تبادل التسجيلات دوليا،
والاستفادة من الفهارس العالمية كفهرس مكتبة الكونجرس والمكتبة البريطانية وغيرها
من خلال الجلب المباشر للبيانات والفهارس إلى آفاق المعرفة.
إضافة إلى ذلك فقد استطاع النظام التوائم مع التقنيات الحديثة للمكتبات مثل تقنية RFID "شرائح الترددات اللاسلكية" لحماية الكتب بما في ذلك قدرته على قراءة البطاقات الذكية على الكتب، والتعامل مع نظام الإعارة الذاتية وجهاز الجرد الذكي.
وفي عام 2020 استطاع نظام آفاق المعرفة ابتكار تقنيات قائمة على الذكاء الاصطناعي، فإلى جانب توفيره تطبيقا للهواتف الذكية التي يستطيع الباحث معرفة الجديد في المكتبة، والبحث في الفهرس الآلي، وتجديد إعاراته، ودفع غرامته، أدخل النظام خدمة الخدمات البحثية باستخدام الروبوتات.
هو أول نظام في العالم يبتكر خدمات جديدة للمكتبات باستخدام الروبوتات وقد أطلق على الروبوت اسم "روبوت آفاق المعرفة" وهو روبوت يتفاعل مع المعطيات التي يقدمها نظام آفاق المعرفة، فمن خلال الروبوت يمكن البحث عن الكتاب في المكتبة، وتوجيه المستفيد إلى مكان الكتاب بالمكتبة، إضافة إلى قدرة النظام على التعرف على الهوية المعرفية للباحث واهتمامات الباحثين، وقدرته على التفاعل مع المستفيد والإجابة على استفساراته، ويستطيع الباحث من خلال "روبوت آفاق المعرفة" الولوج إلى ملفه الخاص ومعرفة إعاراته السابقة والحالية والمتأخرات وغيرها من الميزات الأخرى. كما يوفر الروبوت نظام الإعارة والإرجاع، وهو بهذا يسهم في تطوير خدمات المكتبة وتخفيف العبء على أخصائي المعلومات، كما يعتبر "روبوت آفاق المعرفة" عنصر جذب وخدمة تسويقية فريدة للمكتبات.
ومن المحطات المهمة في تفرد آفاق المعرفة عالميا هو توافقه مع تقنية أيبكون IBAECON، وهي تقنية اللاسلكية لتحديد موقع الكتاب في الرف وفق إحداثيات مربوطة بنظام البحث في آفاق المعرفة، ترشد التقنية الزائر من خلال هاتفه إلى موقع الكتاب.
إن التطوير والتحديث لنظام آفاق المعرفة الذي انطلق بأيدي عمانية لم يتوقف، فخطة فريق البحث والتطوير بشركة عبر الخليج لتقنية المعلومات – الشركة المطورة لنظام آفاق المعرفة – بالتعاون مع شركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي – الشركة المطورة لروبوت آفاق المعرفة – إلى تطوير تقنية التصوير التجسيمي (الهولوجرام) وربطها بنظام آفاق المعرفة، وتعنى بتصوير مرافق المكتبة بتقنية ثلاثية الآبعاد وتوفير تقنية الهولوجرام لتوجيه الزائر إلى ما تحويه المكتبة من مرافق.
د. صالح بن سليمان
الزهيمي
رئيس مجلس إدارة شركة
عبر الخليج لتقنية المعلومات
مقالات ذات صلة
تعلن شركة عبر الخليج لتقنية المعلومات عن إقامة دورات تدريبية مكثفة في علم المكتبات والمعلومات، وذلك خلال الفترات التالية : 1- الدورة المكثفة في فهرسة وتصنيف مصادر المعلومات التقليديةتاريخ الدورة: تقام الدورة على فترتين : الفترة الأولى : 24-2023/09/26م. &nbs...
وقّعت شركة عبر الخليج لتقنية المعلومات عقد تطوير واستضافة ودعم المنصة الرقمية لإدارة مدارس الطالب الذكي الخاصة. وستقدم المنصة خدماتها الإلكترونية والرقمية للطلبة وأولياء الأمور والكادر التدريسي والإداري في جميع الفروع بولايات السلطنة....
في إطار زيارته لمبنى ذاكرة عمان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عمان سعادة عبد الله بن سعود العنزي، يزور مقر الشركة العمانية شركة عبر الخليج لتقنية المعلومات، ويلتقي بمديرها العام وفريق العمل للتّعرف على الخدمات والمنتجات التي تقدمها الشركة داخل عمان وخارجها....